فصل: فصل في تحريم حلق اللحية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فصل في تحريم حلق اللحية:

ومِمَّا يتأكد اجتنابه والبعد عَنْهُ، والتحذير منه في رمضان وفي غيره حلق اللحية وقصها ونتفها لما يأتي من الآيات وَالأَحَادِيث.
قال الله تَعَالَى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} قال البغوي رَحِمَهُ اللهُ قيل: الرِّجَال باللحى، والنساء بالذوائب، وَقَالَ الله تَعَالَى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ}، وَقَالَ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}، وَقَالَ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ} وقَدْ رأى النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم على عَبْد اللهِ بن عمرو ثوبين معصفرين فَقَالَ له: «إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها». رواه مسلم , فالعاقل المتدين البصير الورع يبعد كُلّ البعد عن تقليدهم والتشبه بِهُمْ، والدنو إلى مستواهم المنحط الشاذ وإليك ما ورد في التحذير عن التشبه بِهُمْ، والأَمْر بمخالفتهم لتَكُون على بصيرة من ذَلِكَ وتفهم الأدلة وتنصح من رأيته يقلدهم ويتشبه بِهُمْ وتبين له أنه قَدْ أمر صلى الله عَلَيْهِ وسلم بإعفاء اللحية ومخالفة المشركين فعن أَبِي هُرَيْرَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس». رواه أَحَمَد ومسلم.
وعن ابن عمر عن النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «خالفوا المشركين وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب». متفق عَلَيْهِ. وروى الإمام أَحَمَد عن أَبِي هُرَيْرَةِ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «أعفوا اللحى وجزوا الشوارب، ولا تشبهوا باليهود والنَّصَارَى». وللبزار: «لا تشبهوا بالأعاجم، أعفوا اللحى».
وروى عن ابن عمر قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من تشبه بقوم فهو مِنْهُمْ». رواه أَحَمَد وَأَبُو دَاود. وَقَالَ أيضًا: «إن اليهود والنَّصَارَى لا يصبغون فخالفوهم». رواه البخاري ومسلم.
وعن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «لَيْسَ منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود ولا النَّصَارَى». وروي عن ابن عمر: «من تشبه بِهُمْ حتى يموت حشر معهم».
وفي كتاب عُمَر بن الْخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى عتبة بن فرقَدْ: وَإِيَّاكَ وزي أَهْل الشرك. رواه البخاري ومسلم.
قال ابن عقيل رحمه الله: النهي عن التشبه بالعجم للتحريم.
وَقَالَ شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رَحِمَهُ اللهُ: التشبه بالكفار منهي عَنْهُ بالإجماع. وَقَالَ على حديث ابن عمر: من تشبه بقوم فهو مِنْهُمْ. وقَدْ احتج الإمام أَحَمَد وغيره بهَذَا الْحَدِيث قال: وهَذَا أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بِهُمْ، وإن كَانَ ظاهره يقتضي كفر المتشبه بِهُمْ كما في قوله تَعَالَى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}. انتهى.
وقَدْ جَاءَ في حديث رواه ابن إسحاق وابن جرير أنه صلى الله عَلَيْهِ وسلم قال: «إن الله أمرني بإعفاء لحيتي وقص شارَبِّي».
ومن الأدلة على تحريم حلق اللحية قوله صلى الله عَلَيْهِ وسلم: «من رغب عن سنتي فلَيْسَ مني». ومن سنته صلى الله عَلَيْهِ وسلم إعفاء اللحية. وروى الإمام أَحَمَد في زوائد المسند بأسانيد جيدة عن علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم عَظِيم اللحية، وهَذَا يدل على أنه كَانَ يعفيها، ولا يأخذ منها شَيْئًا. وروى مسلم عن جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: كَانَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم كثير اللحية وعن أنس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قال: لحيته قَدْ ملأت من ها هنا وأمر يده على عارضه.
وعن عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وسلم كث اللحية، تملأ عارضيه. وقال أبو معمر: قلنا لخباب ابن الأرت أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، فقلنا له: بم كنتم تعرفون قراءته؟ قال: باضطراب لحيته. رواه البخاري. وسئل ابن عمر رضي الله عنهما: كيف كنتم تعرفون قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في السرية؟ قال: باضطراب لحيته.
وعن عثمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخلل لحيته. رواه ابن ماجة والترمذي وصححه، فهذا يدل على عظمها وطولها وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أخذ كفًا من ماء فأدخله تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: «هكذا أمرني ربي». رواه أبو داود. وعن عمرو بن شعيب رضي الله عنه عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كتب الله له بها حسنة ورفع له بها درجة، وحط عنه بها خطيئة». رواه أحمد وأبو داود.
وَالذي يَحْلِقُها قََدْ كَرهَ الشَّعْرَ الأسْوَدَ، فَضْلاً عنْ الأَبيضِ الذِي هُوَ نورُ المَسلِم، وقد أخْرَجَ مُسْلِمُ في الصَّحيْحِ مِن حَديْثِ قتادة عن أنسِ بن مالكٍ قالَ: كنّا نكرَهُ أنْ يَنِتفَ الرَّجُلُ الشَّعْرَةَ البَيْضاءَ مِن رأسِه ولِحْيَتِه.
وكانَ أبُو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه كَثَّ اللحْيَةِ، وكَانَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رَقيْقَ اللَّحْيةِ، وَكانَ عليُّ عَرْيضَ اللحية، وَقَدْ مَلأتْ مَا بَيْنْ مَنْكِبَيْهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَقدْ قالَ صَلَّى اللهُ عَلْيهِ وسَلم: «عَلْيكُم بسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيَّينَ منْ بَعْدِيْ، عضُّوا عَليْهَا بالنَّواجِذِ، وَإيَّاكُمْ وَمُحْدثَاتُ الأمُورِ، فَإنَّ كُلَّ مُحْدَثةٍ بَدْعة». الخ ومن الأدلة على تحريم حلق اللحية- مع ما تقدم، وأنه تشبه بأعداء الله اليهود والنصارى- أنه أيضًا تشبه بالنساء.
وبالأمرد في عدم الشعر بالوجه، وقد ورد اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، في عدة أحاديث تقدمت في فصل مفرد لها.
وأيضًا فحلق اللحية تغيير لخلق الله وتمثيل بالشعر، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاق». رواه الطبراني. قال أهل اللغة: مثل بالشعر: صيرة مُثْلَه، بأن حلقه من الخدود أو نتفه، أو غيره بالسواد.
وقد عمت هذه البدعة في زمننا، وانتشرت انتشارًا يؤلم قلب كل مؤمن، فإنه إذا التفت إلى وجوه من حوله من الرجال وجد الأكثر منهم مغيرًا لما جمله الله به، وجعله- لو أبقاه- داعيًا إلى وقاره واحترامه وهيبته، ويندر جدًا أن ترى وجه المتأدب بآداب الشريعة، الذي لا يتعرض للحيته بحلق ولا قص ولا نتف، ولا تسويد الشعر الأبيض، عليه ما زينه الله به من سيما الرجولة والوقار حيث أبقاها، إذ هو بحلقها يزيل جماله الشاهد في بقائها وينفق ماله في حلقها وسيسأل عنه يوم القيامة ويهدم رجولته، ويعدم هيبته ووقاره، ويرضى لنفسه أن يعيش طول حياته متشبهًا بأعداء الإسلام الإفرنج، فإن حلقها علامتهم جميعًا في هذا الزمان كما نشاهد وأما إعفاء اللحية فعلامة المرسلين وأتباعهم وأحبائهم السائرين علي منهاجهم عباد الله الصالحين. نسأل الله أن يوفقنا لسلوك منهاجهم إنه القادر على ذلك.
قال ابن القيم: ثم تأمل لم صارت المرأة والرجل إذا أدركا اشتركا في نبات العانة ثم ينفرد الرجل عن المرأة باللحية، فإن الله عز وجل لما جعل الرجل قَيِّمًا على المرأة، وجعلها كالخول والعاني في يديه، ميزة عليها بما فيه له المهابة والعز والوقار والجلالة، لكماله وحاجته إلى ذلك، ومنعتها المرأة، لكمال الاستمتاع بها والتلذذ، لتبقى نضارة وجهها وحسنه لا يَشِينُهُ الشعر. انتهى.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
فصل:
وقال في الدر المختار وأما الأخذ منها وهي دون القبضة كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد ا هـ ورد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وابن أبي ليلى قاضي المدينة شهادة من كان ينتف لحيته والحلق أعظم بكثير، لأنه لا يبقي شيئًا منها، وقال أبو شامة وقد حدث قوم يحلقون لحالهم وهو أشد مما نقل عن المجوس من أنهم كانوا يقصونها وقال في التمهيد: ويحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال. اهـ.
قال بعضهم:
أَلا أَيُّهَا الْمَغْرُورُ فِي جَرِ ثَوْبِهِ ** وَجَزٍّ لِبَعْضٍ الرَّأْسِ فِعْلَ الأَسَافِلِ

فَمَا الْعِزُّ فِي حَلْقِ اللِّحَا أَوْ خَنَافِسٍ ** وَلا شُرْبِ دَخَّانٍ هَوَتْهُ الأَسَافِلِ

وَلَكِنَّهُ بِالْعِلْمِ وَالزُّهْدِ وَالتُّقَى ** وَجُودٍ وَحِلْمٍ وَاقْتِنَاءِ الْفَضَائِلِ

آخر:
لَيْسَ السِّيَادَةُ أَشْنَابًا مُفَتَّلَةً ** وَلا لِحًا أَنْهِكَتْ بِالْمُوسِ وَالنِّيَرِ

لَكِنَّهَا بِالتُّقَى وَالزُّهْدِ يَعْرِفُهَا ** مَنْ بِالْفَضَائِلِ مَشْهُورًا لَدَى الْبَشَرِ

آخر:
لَعَمْرُكَ مَا الإِنْسَانُ إِلا ابْنُ دِينِهِ ** فَلا تَتْرُكِ التَّقْوَى اتِّكَالاً عَلَى النَّسَبْ

فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلامُ سَلْمَانَ فَارِسٍ ** وَقَدْ وَضَعَ الشَّرْكُ الشَّقِيَّ أَبَا لَهَبْ

آخر:
لِكُلِّ شَيْءٍ زِينَةٌ فِي الْوَرَى ** وَزِينَةُ الْمَرْءِ بِتَوْحِيدِهِ

قَدْ يُرْفَعُ الْمَرْءُ بِتَوْحِيدِهِ ** فِينَا وَإِنْ كَانَ وَضِيعَ النَّسَبْ

وفي اللحية خصال نافعة: أولاً: مخالفة المشركين.
ثانيًا: تمييز الرجل عن المرأة. ثالثًا: تمييز الرجل عن الصبي وتغطية ما في منبتها من تشوية أو تثن لاسيما في الكبر. رابعًا: تعظيم الرجل الذي يعفيها وتوقيره. خامسًا: أن إعفاءها من سنن المرسلين. سادسًا: أنه ينظر إلى معفيها بعين التعظيم والإجلال والتقدير. سابعًا:
تقديم من يعفيها على الجماعة وتعقيله والسلامة من تضييع قطعة من العمر في حلقها أو قصها ثامنًا: صحة إمامته بالجماعة. تاسعًا إبعاده عن مشابهه النساء والصبيان، واليهود والنصارى والمجوس والمخنثين.
ووصف بعض بني تميم من رهط الأحنف بن قيس، قال: وددت أنا اشترينا للأحنف لحية بعشرين ألفًا، فلم يذكر حنفه ولا عوره، وذكر كراهية عدم اللحية، لإن من لا لحية له يرى عند العقلاء ناقصًا، وكان الأحنف عاقلاً حليمًا، يضرب به المثل في الحلم، وذكر عن شريح القاضي، قال: وددت أن لي لحية بعشرة آلاف درهم وأهل زمننا بعضهم يود لو عدمها وساق آلافًا من الورق ولا تفيد معه النصائح مهما أيدت بالآيات والأحاديث، وذكر العلماء أن في اللحية إذا أزيلت بالكلية ولم تعد الدية كاملة، وهؤلاء المجاهرون بهذه المعصية العظيمة، المعاكسون لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في إبقائها وإكرامها، والمتشبهون باليهود والنصارى في حلقها، يرون الجمال والتمدن بالقضاء على أعظم الفوارق بين الذكر والأنثى وهو اللحية عكس رأي أهل الدين والصلاح، قال الله تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} وأكثر حالقي لحاهم وصل بهم التشبه إلى حد إن أبقوا شواربهم واقفة ليس فيها قصير، وكأنهم بفعلهم هذا يعاندون المصطفى صلى الله عليه وسلم ويعاكسونه، حيث أنه يأمر بإبقاء اللحى وإحفاء الشوارب، وزيادة على هذا يجعلون ما يسمى بالتواليت ويفرقونه ويكدونه، وبعضهم يزيد ويخنفس، فهل هذا التشبه والتتبع لسفاسف الأخلاق إلا من الانتكاس وعمى البصيرة والتقليد الأعمى ولا يفهم أن هذا إزالة للجمال والرجولة والهيبة والوقار والكمال، نعوذ بالله من الانتكاس وهذا من نتيجة تقليد الأجانب، ولهذا ترى كثيرًا من الناس أهملوا أمر الدين واستهانوا بحقوقه، وعبثوا بواجباته وانتهكوا حرمات الله، ولم يبالوا بارتكاب ما لا يرضاه الله من الشرور والمنكرات والقبائح، سائر كل منهم وراء شهوته وهواه، ونفسه الأمارة بالسوء.
قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} وقال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} ويا ليت أنهم قلدوا الأجانب فيما يفيد وينفع من الصناعات.
وكل ما يرقي شؤونهم، من الفنون التي تعود إلى مصلحة الإسلام والمسلمين، لكن قلدوهم فيما يضر ولا ينفع، في حلق اللحى وشرب الدخان، ولعب القمار والمسكرات، والربا في البنوك وغيرها، وفي التأمينات، وفي الملاهي بأنواعها، وفي التصوير والتبرج والتهتك واللعب بالكرة، وضياع العمر عند المذياع والتلفزيون والسينماء، وسائر أنواع المحرمات التي قضت على العمر والوقت والمال والأخلاق، فيا للأسف على ذهاب العمر النفيس الذي لا قيمة له ولا خطر، ولا يعادلة جوهر ولا ذهب ولا فضة ولا در ولا مرجان، ولا لؤلؤ ولا عقيان عند الملاهي والمنكرات التي سوف يعضون أيديهم على ضياع الوقت عندها إذا نودوا للوقوف بين يدي العزيز الجبار.
اللهم اجعل الإيمان هادمًا للسيئات، كما جعلت الكفر هادمًا للحسنات ووفقنا للأعمال الصالحات، واجعلنا ممن توكل عليك فكفيته، واستهداك فهديته ودعاك فأجبته، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الرحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
أَعُوذُ بِرَبِّ الْعَرْشِ مِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ ** وَأَسْأَلُهُ عَفْوًا لِكُلِّ خَطِيئَةٍ

وَحِفْظًا لِدِينِي ثُمَّ دُنْيَايَ ثُمَّ مَا ** أُكِنُّ وَمَا أَبْدِيهِ مَعْ حُسْنِ نِيَّةِ

فَأَحْيَا مُحِبًّا لِلنَّبِي وآله ** وَأَصْحَابِهِ فِي خَيْرِ هَدْيٍ وَسُنَّةِ

فَمِنْ هَدْيِ خَيْرِ الْخَلْقِ إِعْفَاءٌ لِحْيَةٍ ** وَمِنْ هَدْيِهِ يَا صَاحِ لُبْسٌ لِعَمَّةِ

وَقَدْ جَاءَ أَقْوَامٌ عَتَاةٌ تَجَاسَرُوا ** عَلَى هَدْمِ أَعْلامِ الْهُدَى بِوَقَاحَةِ

وَيَا لَيْتَهُمْ لمَّا عَنْ الْحَقِّ أُعْرِضُوا ** بِأَفْعَالِهِمْ مَا عَارَضُوا بِصَرَاحَةِ

هُمُ مَثَّلُوا مِنْ جَهْلِهِمْ بِوُجُوهِهِمْ ** لَقَدْ بَلَغُوا فِي ذَاكَ حَدَّ الشَّنَاعَةِ

أَقُولُ لِمَنْ أَمْسَى عَن الدِّينِ نَاكِبًا ** مُعَانِدًا أَعْلامَ الْهُدَى لِلشَّرِيعَةِ

يُجَاهِرُ فِي نُكْرٍ وَيُبْدِي تَشَبُّهًا ** بِأَعْدَاءِ دِينٍ يَا لَهَا مِنْ خَسَارَةِ

يُمَثِّلُ فِي وَجْهٍ بِحَلْقٍ لِلحْيَةِ ** لَعَمْرِي لَقَدْ سَاوَى لِوَجْهٍ بِعَانَةِ

فَأَصْبَحَ مِنْهُ الْوَجْهُ أُسْتًا مَشَوَّهًا ** لَدَى كُلِّ ذِي عَقْلٍ بِأَقْبَحِ صُورَةِ

تَعَوَّدَ هَذَا الْخُلْقَ طَبْعًا لأَنَّهُ ** يُلائِمُ مَا يَعْتَادُهُ مِنْ خَلاعَة

اللهم اجعلنا من المتقين الأبرار واسكنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحسن الإقبال عليك والإصغاء إليك ووفقنا للتعاون في طاعتك والمبادرة إلى خدمتك وحسن الآداب في معاملتك والتسليم لأمرك والرضا بقضائك والصبر على بلائك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
أَخِي اسْتَمِعْ مِنِّي هُدِيتَ نَصِيحَةٍ ** بِقَوْلٍ حَرِيٌّ بِالصَّوَابِ وَنَافِعِ

أَتَتْ مِنْ أَخِي وِدٍّ شَفِيقٍ عَلَى الَّذِي ** عَن الْكِبْرِ نَاءٍ مَائِلٍ لِلتَّوَاضِعِ

إِذَا أَبْصَرْتَ عَيْنَاكَ مَخْلُوقَ لِحْيَةٍ ** مُقَلِّدَ أَهْلِ الْغَرْبِ صُهْبَ الْمَفَارِعِ

فَلِلَّهِ فَالْجَأْ حَامِدًا مُتَضَرِّعًا ** وَقُلْ مَا أَتَى عَمَّنْ أَتَى بِالشَّرَائِعِ

لَعَلَّكَ أَنْ تَحْيَا سَعِيدًا مُنَابِذًا ** لأَخْلاقِهِمْ تُحْضَى بِأَعْلَى الْمَوَاضِعِ

وَتَعْنَى بِأَخْلاقِ النَّبِي وَصَحْبِهِ ** مُعَفِّي اللَّحَا أَهْلِ الْعُلُومِ الْجَوَامِعِ

فَكَمْ بَيْنَ مَنْ قَدْ شَابَهوا خَيْرَ مُرْسَلٍ ** بِإِعْفَائِهِمْ أَكْرِمْ بِهِمْ مِنْ مُتَابِعِ

وَمَنْ رَدَّ أَمْرَ الْمُصْطَفَى فَاغْتَدَى لَهَا ** بِحَلْقِ لَهَا أَوْ نَتْفِهَا بِالأَصَابِعِ

أَوْ الْقَصِّ أَوْ تَحْرِيقَهَا أَوْ بَكِيِّهَا ** يَرَى تَرْكَهَا مِنْ مُعْظَمَاتِ الْفَضَائِعِ

يُغَيِّرُ عَلَيْهَا كُلَّ صُبْحٍ بِمَا حَقٍ ** إِذَا مَا بَدَا شَعْرٌ عَلاهُ بِقَاطِعِ

كَأَنَّ لَهُ ثَأْرًا عَلَيْهَا مُضَاعَفًا ** فَمَا نَاصِحٍ مُغْنٍ وَلا شَفْعُ شَافِعِ

مُهَدَّةْ فِي كُلِّ صُبْحٍ وَرَوْحَةٍ ** فَمَا أَمْنُهَا إِلا بِجِلْدٍ مُمَانِعِ

إِذَا قُلْتُ لَمْ تَعْصِ النَّبِي مُحَمَّدًا ** فَتَحْلِقُهَا حَلْقَ الْعَنِيدِ الْمُدَافِعِ

أَمَا أَوْجَبَ الرَّحْمَنُ طَاعَةَ أَحْمَدٍ ** عَلَيْنَا وَعِصْيَانَ الْعَدُوِّ الْمُقَاطِعِ

أَمَا قَالَ أَرْخُوا لِلِّحَاءِ وَوَفِّرُوا ** فَوَفِّرْ تَكُنْ لِلْمُصْطَفَى بِمُتَابِعِ

فَأطْرَقَ حَتَّى أَنْ ظَنَنْتَ بِأَنَّهُ ** سَيَرْجِعُ عَنْ إِتْلافِهَا بِمُسَارِعِ

وَيَنْدَمُ عَمَّا قَدْ مَضَى مِنْهُ أَوَّلاً ** وَيَعْزِمُ فِي جِدَّ مِنَ الْجَزْمِ قَاطِعِ

فَقَالَ بِمَا قَالَ الْكَثِيرُ مُعَانِدًا ** أَلَسْتَ تَرَى غَيْرِي فَلَسْتَ بِسَامِعِ

فَقُلْتُ أليس الأَكْثَرُونَ عَن الْهُدَى ** تَوَلَّوْا فَضَلُّوا فِي وَخِيمِ الْبَلاقِع

وَفِي تَافِهَةَ الأَشْيَاءِ لِلضِّدِّ قَلَّدُوا ** وَفِي الدِّينِ وَالأَخْلاقِ صُفْرُ الْبَضَائِعِ

فَيَا بُعْدَ مَا بَيْنَ الْفَرِيقَيْنِ عِنْدَمَا ** تُقَارِنُ فِي عَدْلٍ عَن الْجُورِ شَاسِعِ

وَأَخْتمُ قَوْلِي حَوْلَ مَا قُلْتُ أَوَّلاً ** فَمَا فِي يَدِي حَوْلٌ وَلَسْتُ بِدَافِعِ

سَلامٌ عَلَى مُعْفِي اللِّحَا كُلَّ مَا بَدَا ** لَنَا شَعْرُهَا مَا بَيْنَ سُودِ وَنَاصِعِ

وَصلى إِلَهِي كُلَّ مَا ذَرَّ شَارِقٌ ** عَلَى أَحْمَدِ الْمُخْتَار جَمِّ الْمَنَافِع

وبالتالي فلو لم يكن في حلقها إلا أنه اعتراض على حكمة الله حيث جعلها ميزة للرجل عن الأنثى.
ثانيًا: أن من نواقض الإسلام كراهة ما جاء عن الله أو عن رسوله ويخشى على حالقها من ذلك.
ثالثًا: أن حلقها معصية لله ولرسوله لقوله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} وقد أمر الرسول بإعفائها.
رابعًا: أن حلقها تمثيل بالشعر وتقدم حديث من مثل بالشعر فليس له عند الله خلاقٌ.
خامسًا: أنه تشبه باليهود.
سادسًا: أنه تشبه بالنصارى.
سابعًا: أنه تشبه بالمجوس.
ثامنًا: أنه تشبه بالنساء.
تاسعًا: أنه تشبه بالمرد.
عاشرًا: أنه دليل على أن حالقها يميل إلى غير أمته.
الحادي عشر: أن من حلقها أو قص منها لرضاء الزوجة أو الزملاء ملتمس رضا الناس بسخط الله لأن من عصى أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله.
اللهم ثبت وقوِّ محبتك في قلوبنا واشرح صدورنا ونورها بنور الإيمان واجعلنا هداة مهتدين وألهمنا ذكرك وشكرك واجعلنا ممن يفوز بالنظر إلى وجهك في جنات النعيم يا حليم ويا كريم واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.